لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الاستشارات الدعوية » الدعوة والتجديد

11 - صفر - 1432 هـ:: 17 - يناير - 2011

أخاف أن تتسلط علي ضعيفات الضمائر

السائلة:ز.ع.ع

الإستشارة:فاطمة بنت موسى العبدالله

السلام عليكم ورحمة الله..
أولاً: شكراً لكم على النصح و الإرشاد وفقكم الله و سدد خطاكم .
ثانياً: أنا فتاة ترتيبي الصغرى من أسرة عدد أفرادها 5 أفراد بدون والدي الذي توفى وأنا صغيرة وأنا أذكره قليلاً لكنه لم يكن يعيش معنا فأمي هي التي ربتني وهي مرهقة نفسياً وعانيت من تسلط أخي الكبير بإيذائي وتحقيري والاستهانة بي وسكوت أمي ثم تسلط أخي الثاني علي بالإضافة لإيذائي من قبل بعض من زميلاتي في المدرسة وأيضاً تربية أمي الخاطئة لي فقد كانت تسلبني الثقة بنفسي كالسخرية بي وتفضيل أختي علي وتكليفها بمهام دوني وتجنب الكلام معي بخلاف أختي ومرات إذا اقتربت منها تطلب مني الابتعاد ووالدتي تمنع عنا الزيارات إلى الآن ولو كانوا أرحام . وأنا شخصيتي حساسة وكتومة وحالمة ..
الآن يبدو أني أعاني أعراض الرهاب الاجتماعي والاكتئاب والوسواس القهري ولكن لكثرة المواقف السلبية التي تعرضت لها وملازمتها لي أثناء تكوين شخصيتي خصوصاً من أخي الذي يفترض أن يحل مكان والدي أحس بصعوبة تخطي ذلك وأعلم أن الله على كل شيء قدير .
ولكن العَبرة تكاد تخنقني في أحايين كثيرة وأظن أنه يبدو علي الحزن والمجتمع لو حاولت أن أنخرط فيه أعتقد أنه سيعتبرني ضعيفة وقد تتسلط علي ضعيفات الضمائر كما أني لا أحس بالحب تجاه نفسي وأحس بافتقادي للطاقة وأحس بالتعب فأحياناً أفكر أن أكون واقعية وأن هذا طريقي فيكفي ما جاءني من المجتمع وأن أشغل نفسي في غرفتي بآخرتي وأتعلق بربي ولكني أخاف على نفسي من الجنون كما أنه قد أتزوج وأكون أكثر انطوائية وحالتي النفسية أكثر سوءا وأيضاً إن الله عز وجل أمرنا بصلة الرحم وقد أتمكن يوما ما من ذلك وقد اعتدت الوحدة فما رأيكم حفظكم الله .

الإجابة

و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حيا ك الله أختي الفاضلة: ( ز.ع .ع ) ... في موقعنا
ونشكرك على حسن ثقتك بنا ...
لقد سعدت كثيرا عزيزتي: بتواصلك معنا وبكلماتك التي عبرت عن إرادة قوية والباحثة بصدق وبكل أمل عن حل يغير حياتها إلى حياة أفضل وأسعد.. متمثلا بقولك: ( أعلم أن الله على كل شيء قدير ) فما أجملها من عبارة ..حملتها رسالتك وما أطيب ذلك القلب الصامد الصابر على ما أصابه ...وعلى قدر إيمان ( ز.ع.ع) بهذه العبارة سيجعل منها إنسانة مبدعة ـ قوية ـ رائعة بكل معنى الكلمة ..
عزيزتي .. من خلال تحليلي لرسالتك, أرى أن ما تعانيه حاليا من أضرار العزلة فهي تشعر الشخص بالعجز والضعف وتعيد له الذكريات المحزنة بل هي مرتع للأفكار السلبية.. ولعلاج ذلك وتغيير وضعك إن شاء الله أشير عليك العمل بجانبين:
الجانب الأول ) العلاج الذاتي ) المتمثل فيك أنت!! نعم أنت عزيزتي وبخطواتك الرائعة الصامدة ، بداية المسير نحو التغيير وسوف ترين تأثير ذلك ملموسا على حياتك..
• عزيزتي إن الله قد يبتلي العباد بأنواع المصائب في هذه الدنيا وخير العباد الصابرين.. فالمؤمن يعلم أن أقدار الله لم تنزل لتهلكه فهو أرحم الراحمين.. فالأمل به كبير بأن يغير حالك لأحسن حال فيبدل حزنك فرحا وضيقك انشراحا فلتقبلي عليه وليرى الله منك ما يحب( محافظة على الصلاة - تأدية النوافل - الإكثار من قراءة القرآن -المحافظة على أذكار الصباح والمساء...) فبذلك ينشرح الصدر ويهدأ البال ويتغير الحال إلى أحسن حال ..
• أتمنى أن تجعل لك قراءة جزء ولو بسيطا من سورة البقرة فأخذها كما قال عليه الصلاة والسلام بركة ..
• تجنبي الوحدة والعزلة عن الناس فأضرار ذلك كثيرة حاولي قدر الإمكان الاندماج بمن حولك قد تكون الخطوات الأولى فيها صعوبة لكنني متأكدة أن إرادتك ويقينك بالله سيزيل المثبطات والعوائق في الطريق ( التحقي بدور تحفيظ القرآن لتعينك على شغل وقت فراغك بذكر الله وقراءة القرآن وحفظه وهناك ستجدي الصحبة الطيبة التي تكون عونا لك على الخير ومشجعة لك عليه ) فحضور تلك الأماكن سيحدث تغيرا على نفسك وسيطرد الكثير من الوساوس عنك وينمي في نفسك الثقة ويجعل أفكارك إيجابية وبالتالي سلوكك إيجابي..
• إن حاولت في الخطوة السابقة ولم تستطيعي الالتحاق أو الاستمرار على قراءة القرآن وذكر الله لأمر خارج عن إرادتك فاعرضي نفسك حينها على راقي شرعي موثوق به وأؤكد بقولي موثوق به....
• اقرئي في الكتب التي تعلم في تطوير الذات وفن التعامل مع الناس .. أو ( احضري الدورات التي تقام في تلك المواضيع ) ستجدين في طياتها الكثير من الفائدة.
• إن الاستمرار على الاستغفار والدعاء إلى الله عز وجل من أفضل وأقوى العلاجات التي تساعدك على التماثل للشفاء العاجل إن شاء الله فتحري أوقات الإجابة سائلة الله راحة البال والتوفيق والسداد لإصلاح الحال والسعادة في الدنيا والآخرة .. ومن ألح على الله وطرق بابه فتح له ورفع ما به...
الجانب الثاني : والمتمثل في علاج متخصص ..
• حاولي أن تجدي من تثقين به ليساعدك في الحصول على علاج نفسي للتخلص من الآثار السلبية وتتعلمي كيف تتعاملي مع تلك المشاعر ... فالعلاج النفسي اليوم له تقنيات جيدة للتعامل مع تلك الأعراض الناتجة عن الصدمات والمشاكل المؤلمة ..
وفقك الله يا غالية
وأنتظر أخبارك السعيدة ....